لعنة الأدب !
لـ : عواطف سمير
هل حدث وتساءلت أيها القارئ لما كثيرا من الشعراء والأدباء انتهت حياتهم بالانتحار ؟
بالتأكيد الإنتحار فعل ليس محصور بنوع أو عمر أو ظرف محدد هنالك أسباب كثيرة تؤدي إليه ، ولكن من خلال تعمقي في قراءة سيرة الكتاب والروائيين وجدت أن هناك علاقة وطيدة بين الأمرين ، اذ انه يوجد عدد كبير من الروائيين أنتهت قصتهم بهذا الفعل المأسآوي ، تملكني الفضول لمعرفة نوع هذه العلاقة وماهي الأسباب التي تدفع شخص لإنهاء حياته وهو في ذروة الشهرة والنجاح .
” من أجل أن تكون كاتبا خلاقا ومبدعا وجب أن تكون حزينا ”
من أشهر الروائيين اللذين أقدموا على الإنتحار هو الكاتب “يوكيو ميشيما” الذي كان ممثلا ومخرجا ايضا ، كتاباته حصلت على شهرة واسعة ، رشح للحصول على جائزة نوبل في الأدب ثلاث مرات لكن رغم نجاحه وتألقه أقدم على الإنتحار بطريقة بشعة جدا تسمى طريقة “السيبوكو” ؛ هي الإنتحار مع سبق الإصرار والتعمد بشق البطن من اليسار إلى اليمين ثم يدع أحدا يقوم بقطع رأسه ، كانت هذه من أسوأ طرق الإنتحار وأكثرها بشاعة بالنسبة لما قامت به “فرجينا وولف” التي تعتبر من أهم وأبرز الروائيات في القرن العشرين عندما قامت بملئ جيوبها بالحجارة وإلقاء نفسها في النهر خاتمة قصتها بطريقة محزنة ، فرجينا عانت من الإكتئاب فترة طويلة ويظهر هذا في كتاباتها الأخيرة بعكس الكاتب الشهير “إرنست همينغوي” الذي أحتوت كتاباته منذ البداية على التشائم والسوداوية والحزن نتيجة تعرضه لقصة حب فاشلة مع فتاة تدعى “أغنيس فون كوروسكي” بالإضافة لحياته القاسية التي كانت في فترة الحرب العالمية الأولى والثانية ، والجدير بالذكر أن والده مات منتحرا بينما كان إرنست يلقى نجاحا منقطع النظير في تلك الفترة لكن نجاحه لم يتوقف وصيته أستمر بالعلو ، إلا أن في آخر أيام حياته عانى من إضطرابات عقلية شديدة أدت إلى دخوله المشفى ليتلقى الصدمات الكهربائية ؛ عندما تم إطلاق سراحه شعر بالخوف من الجنون وفضل إنهاء حياته بنفسه بدلا من دخول مصحة عقلية ، قام إرنست بإطلاق النار على رأسه بالبندقية المفضلة لديه التي أهداه إياها والده عندما كان طفلا .
بالحديث عن قصة إرنست نجد تشابه كبير بين كتاباته وكتابات الروائية “سيلفيا بلاث” التي أحتوت ايضا على السوداوية والمأسآة .
سيلفيا عانت كثيرا من الإكتئاب السريري لتنهي حياتها مبكرا وهي إبنة الثلاثين عاما ، عندما قامت بحشر رأسها بالفرن وإستنشاق غاز أول أوكسيد الكربون أدى إلى تسممها .
يوكيو ، فرجينا ، إرنست وسيلفيا ماهم إلا قلة قليلة من جملة الروائيين المنتحرين ، منهم من عانى من الأمراض النفسية والإكتئاب ومنهم من واجه الإضطهاد والظروف السياسية آنذاك .
يقال أن الشاعرة اللبنانية “جمانه حداد” قدرت عددهم في القرن الماضي لتجد 150 شاعرا وكاتبا على مستوى العالم من بينهم 15 كاتب عربي أي أنها تصبح ظاهرة عالمية وليست مشكلات فردية .
وفي الختام ..
لا تقلق عزيزي القارئ من ان تصبح اديبا او شاعرا يوما ما ، انها ليست كعدوى كورونا فقط تجنب السوداوية والحزن لا أكثر .